الأحد، 9 أغسطس 2015

شكراً هرجيسا



الحمدلله قضيت أياماً جميلة هذه السنة في هرجيسا بداية من العشر الأواخر من رمضان و العيد و رحلة لاس قيل و الهاتريك الذي أحرزته في المباراة الآخيرة و معرض الكتاب و ليالي السمر مع الأهل و الأصدقاء.

هناك الكثير مما يمكن انتقاده في بلادنا و هناك مجال واسع و مفتوح لعمل المفيد و تقويم الأخطاء. لكنني اليوم سأتحدث بعين الممتن الذي يشكر الله على نعمه فكل يوم قضيته هنا كان بمثابة تحقيق حلم جميل واضح المعالم.

فكل جلسة مع أبي و كل حديث معه كانت نعمة و كذلك حديثي و تقبيلي لرأس أمي وجدتي نعمة، تناولي للحوح أو العانجيرو في الفطار بعد العودة من صلاة الفجر كل يوم كان نعمة. جلساتي مع الأصدقاء و تعرفي على المزيد من العقول النيرة و الواعدة كانت نعمة... كل ابتسامة و كل نسمة هواء تنفستها في وطني كانت نعمة تستحق الشكر.

في الليلة قبل الأخيرة سمرت مع الأصدقاء في أحد القهاوي الجديدة و ثم تناولنا وجبة عشاء وداعية جميلة مكونة من البيتزا اللذيذة و طبق السلطان المكون من مختلف أنواع اللحوم. كانت ليلة جميلة انتهت بالكثير من الضحكات و اللحظات الرائعة بصحبة الأصدقاء الذين ودعتهم.

أما الليلة الأخيرة فخصصتها للأهل قمت بزيارة جدتي و وداعها مقبلا رأسها رغم محاولاتها منعي من ذلك.. انتهى الأمر بتسوية أن يقبل كل منا رأس الآخر و ظلت تدعوا لي طويلاً و أنا أؤمن ورائها و أدعوا لها بالصحة و طول العمر.

في الليلة الاخيرة كانت قدماي لا تكاد تحملني و نبضات قلبي تتسارع كلما اقتربت ساعة الرحيل. في المسجد أتأمل المصلين و في كل صلاة أقول هذه آخر صلاة مغرب أصليها في هرجيسا.. هذه آخر صلاة عشاء.. هذه آخر صلاة فجر.. هذه آخر وجبة لحوح.. هذه آخر مرة أنام في بيتنا.. سمرت ليلاً مع إخواني و أخواتي و كانت ليلة جميلة.. ودعتهم اليوم صباحاً و ودعت أمي و آخيرا أبي على أعتاب بوابة مطار عقال الدولي في هرجيسا.

وداعاً هرجيسا وداعاً لجميع الأهل والأصدقاء، شكرا لكم جميعاً على أن منحتموني أجمل الأوقات، سيأتي يوم و أقضي معكم فيه أوقاتا أطول لأقاسمكم همومكم و مصيركم. أنا ممتن لكم جميعا و أختم كلامي بقول سيد الأنام المصطفى صلى الله عليه وسلم.... أفلا أكون عبدا شكورا... و الحمدالله أولاً و آخرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق