اليوم عدت للعمل بعد اجازة قصيرة و حصل معي موقف جميل، و أنا في
المكتب دخل علينا عامل النظافة في المبنى و اسمه عبدالله من الهند. و قال لي
" تعال لو سمحت .. الفورمان يبي انت" و الفورمان هو كبير عمال النظافة.
قمت معه و سلمت على الفورمان و أنا أظن بأنه سيسألني أمراً يختص بالنظافة أو عن
السيارة في الموقف. لكن فاجأني حينما قال لي " أنت في فلوس ؟" و أشار
بيده اليمنى بحركة الكاش و هي عبارة عن فرك متسارع بين اصبعي السبابة و الإبهام.
فكرت هل في فلوس ما عطيتها له ؟! ما تذكرت أي تعامل مالي بيننا. و أردف بسؤال" أنت من السودان؟...في فلوس سودان ؟ " فأجبته " لا أنا صومالي" ..فهمت منه أنه يبي يشوف فلوس مال بلد أنا .. قلت له حظك كويس أنا معي فلوس مال بلد في الشنطة لحظة انتظر.
رجعت لشنطتي و وجدت فيها مجموعة من فئات ال 500 شلن صوماليلاندي. اخرجت لهما ورقة واحدة و ثم شرحت لهما الغنم البربري ذو الرأس الأسود .."أنت شوف غنم راس أسود في الصورة ؟..هذا يجي سعودية بعدين أكل لحم" ثم هز عبدالله و الفورمان برأسيهما كناية عن معرفتهما بالغنم البربري...سألني الفورمان إذا كان يقدر يأخذ معه العملة ...أنا قلت له خذها و لكن وين بتوديها؟ ..قال " أنا في ركب جدار" و ما فهمت منه أنه يجمع عملات لبلدان مختلفة و يضعها عنده في حائط المنزل.
حقيقة سعدت باهتمامه بهواية جميلة مثل جمع العملات، فهذا يدل على حب للمعرفة و الاطلاع على ثقافات الأمم الأخرى. و هذا دليل على الانفتاح و حب الحياة و سعة الأفق. فتحية للفورمان و للأخ عبدالله و أتمنى أن أكون ساهمت في إثراء جدار منزلهما ب 500 شلن صوماليلاندي.
أما في المساء حصل معي موقف آخر و أنا خارج من المسجد بعد صلاة المغرب، حيث لحقني رجل صومالي و دخل معي البقالة و حدثني و كأنه يعرفني " أدير كيف الحال؟ و كيف حال أخوك أحمد ؟" و أنا مشغول بتجميع أغراضي و حينما لم يتوقف عن توجيه الحديث لي. قلت له للأسف يا شيخ أنت غلطان فأنا لا أعرفك و ليس عندي أخ اسمه أحمد و ليس لدي أهل هنا. لكن للأمانة فهناك الكثير ممن يستوقفني و يقول أنك تشبه فلان أو فلان الصومالي، فربما أكون نموذجا صوماليا من حيث تفاصيل الوجه و الجبهة أو ما يعرف بال Typical Somali و ثم فالصوماليون يحملون دماء واحدة.
تحدثت معه لبرهة حتى اقتنع أنني لست من يبحث عنه أو انني لا أصرفه. رغم انني من البداية كنت ناوي اقول له " ترى في كثيرين يشبهوني بالصوماليين لكني مش صومالي" كنت أفكر أشوف ردة فعله وقتها ، لكنني لا يمكن أن أنكر صوماليتي مهما حدث فأنا اعتبر نفسي صومالي .. مسلم .. إنسان.
ملاحظة: أنا استغرب من حديثنا مع العمال بلغة عربية ردئية، حيث الأجدر أن نحدثهم بعربية صحيحة حتى يتعلموا اللغة..فلا نجد أحدا يتكلم معك بلغة انجليزية رديئة لاجل أن تفهمه بل على العكس يكلمك بلغته و إن اضطر قد يتكلم ببطء لكي تفهمه. أتمنى أن نحذو نفس الحذو و حتى ذلك الحين ما زال يتردد في ذهني كلمات سائق التاكسي قبل أيام و الذي ركبت معه و أنا متأخر عن رحلة القطار في الرياض ..حيث قال لي " ما في خوف صديق أنا في معلوم اختصارات ..اختصارات" و بالفعل وصلنا مبكراً و تجنبنا زحمة الرياض بمعرفته الضليعة ب " اختصارات ..اختصارات".
فكرت هل في فلوس ما عطيتها له ؟! ما تذكرت أي تعامل مالي بيننا. و أردف بسؤال" أنت من السودان؟...في فلوس سودان ؟ " فأجبته " لا أنا صومالي" ..فهمت منه أنه يبي يشوف فلوس مال بلد أنا .. قلت له حظك كويس أنا معي فلوس مال بلد في الشنطة لحظة انتظر.
رجعت لشنطتي و وجدت فيها مجموعة من فئات ال 500 شلن صوماليلاندي. اخرجت لهما ورقة واحدة و ثم شرحت لهما الغنم البربري ذو الرأس الأسود .."أنت شوف غنم راس أسود في الصورة ؟..هذا يجي سعودية بعدين أكل لحم" ثم هز عبدالله و الفورمان برأسيهما كناية عن معرفتهما بالغنم البربري...سألني الفورمان إذا كان يقدر يأخذ معه العملة ...أنا قلت له خذها و لكن وين بتوديها؟ ..قال " أنا في ركب جدار" و ما فهمت منه أنه يجمع عملات لبلدان مختلفة و يضعها عنده في حائط المنزل.
حقيقة سعدت باهتمامه بهواية جميلة مثل جمع العملات، فهذا يدل على حب للمعرفة و الاطلاع على ثقافات الأمم الأخرى. و هذا دليل على الانفتاح و حب الحياة و سعة الأفق. فتحية للفورمان و للأخ عبدالله و أتمنى أن أكون ساهمت في إثراء جدار منزلهما ب 500 شلن صوماليلاندي.
أما في المساء حصل معي موقف آخر و أنا خارج من المسجد بعد صلاة المغرب، حيث لحقني رجل صومالي و دخل معي البقالة و حدثني و كأنه يعرفني " أدير كيف الحال؟ و كيف حال أخوك أحمد ؟" و أنا مشغول بتجميع أغراضي و حينما لم يتوقف عن توجيه الحديث لي. قلت له للأسف يا شيخ أنت غلطان فأنا لا أعرفك و ليس عندي أخ اسمه أحمد و ليس لدي أهل هنا. لكن للأمانة فهناك الكثير ممن يستوقفني و يقول أنك تشبه فلان أو فلان الصومالي، فربما أكون نموذجا صوماليا من حيث تفاصيل الوجه و الجبهة أو ما يعرف بال Typical Somali و ثم فالصوماليون يحملون دماء واحدة.
تحدثت معه لبرهة حتى اقتنع أنني لست من يبحث عنه أو انني لا أصرفه. رغم انني من البداية كنت ناوي اقول له " ترى في كثيرين يشبهوني بالصوماليين لكني مش صومالي" كنت أفكر أشوف ردة فعله وقتها ، لكنني لا يمكن أن أنكر صوماليتي مهما حدث فأنا اعتبر نفسي صومالي .. مسلم .. إنسان.
ملاحظة: أنا استغرب من حديثنا مع العمال بلغة عربية ردئية، حيث الأجدر أن نحدثهم بعربية صحيحة حتى يتعلموا اللغة..فلا نجد أحدا يتكلم معك بلغة انجليزية رديئة لاجل أن تفهمه بل على العكس يكلمك بلغته و إن اضطر قد يتكلم ببطء لكي تفهمه. أتمنى أن نحذو نفس الحذو و حتى ذلك الحين ما زال يتردد في ذهني كلمات سائق التاكسي قبل أيام و الذي ركبت معه و أنا متأخر عن رحلة القطار في الرياض ..حيث قال لي " ما في خوف صديق أنا في معلوم اختصارات ..اختصارات" و بالفعل وصلنا مبكراً و تجنبنا زحمة الرياض بمعرفته الضليعة ب " اختصارات ..اختصارات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق