في ليلة من الليالي الهرجيساوية الجميلة كنت في جلسة مع الوالد و كنا نتبادل أطراف الحديث و كلانا يحتسى الشاي. و من القصص التي حكاها لي الوالد أثناء حديثنا قصة حدثت في منتصف سبعينات القرن الماضي في العاصمة الصومالية مقديشو. تحديدا في الحي الراقي المعروف بالقرية الأفريقية (African Village) الذي كان أغلب سكانه من الطبقة المتعلمة من الشماليين.
كانت هناك مجموعة من الشباب الشماليين في جلسة سمر يتبادلون أطراف الحديث في أحد المقاهي و هم يشربون الشاي, و بعدما أنهوا استماعهم لنشرة البي بي سي دارت عجلت الأحاديث حتى وصلت إلى رجل يلقب بديناري و كان معلماً في جامعة لفولي المشهورة. قال ديناري أنه يحمل قصة عجيبة أثارت إعجابه عن رجليين صوماليين تخاصما في عهد الحماية البريطانية فذهبا للقاضي الإنجليزي ليحكم بينهم و رفع كل منهم حجته و شهوده للقاضي.
فحكم القاضي البريطاني لأحد الخصمين و بعد مدة راجع القاضي حيثيات القضية و اكتشف أنه حكم للرجل الخطأ بسبب شاهد الزور الذي شهد له, فحزن القاضي البريطاني على خطأه و كسر القلم الذي حكم به و قال لا أريد أن أكتب بعد اليوم بهذا القلم الذي حكمت فيه بالظلم.
إلى هنا توقفت حكاية ديناري فرد عليه شاب شمالي يلقب بسبعة فقال له: و من أعطى هذا القاضي المستعمر الحق بأن يحكم فينا من الأساس؟ أنا لا أعترف بشرعيته و لا أعترف بحكمه. تفاجئ ديناري من رد الدرويش سبعة فالرجل كان متوقعاً أن يوصل رسالة تشير إلى عدل القاضي و لم يتوقع هذا الرد بتاتاً. فقال ديناري لسبعة :
Maxaad Muran Buuxsatey
ما كل هذا الجدال الذي جمعته في جعبتك؟ كناية عن حب سبعة للجدال.
في الحقيقة القصة معبرة و تحمل وجهتي نظر مختلفة لقصة حدثت في عهد الحماية أو الإستعمار البريطاني, ديناري نظر من زاوية عدالة القاضي البريطاني فأعجب بتلك العدالة. و سبعة لا يعترف بشرعية القاضي من الأساس و له الحق في ذلك و لكل وجهة نظر معتبرة و رؤية مختلفة للعبرة المستخلصة من القصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق