كان المجتمع القبلي يقسم الرجال إلى قسمين إما أن يكون محاربا و هذا هو الأغلب أو
شيخا. كان لفظ الوداد يطلق على الذين تعلموا العلوم الشرعية و هم بدورهم مقسمون
إلى فئتين فئة يقال لهم ( Aw hebel ) و هم الذين تعلموا الدين في الداخل و لم يسافروا للخارج أما
الذين تعلموا الدين في الخارج فكان يطلق عليهم لقب ( Sheikh hebel ) الشيخ فلان.
أما بقية الرجال فكان يطلق عليهم ورنلي (محارب) بلا استثناء و هذا اللقب كناية عن أنهم يحملون الرماح و السلاح للدفاع عن القبيلة و حيث لم تكن هناك دولة فكانت كل قبيلة مسؤلة عن حماية أفرادها و عندما يتم التعدي و التجاوز على أحدهم فهذا يعني التعدي و التجاوز على القبيلة بأكملها و لهذا كان هؤلاء المحاربون على أهبة الاستعداد دائما لأي طارئ.
أما الشيوخ فكانوا يربأون بأنفسهم بأن يدخلوا في الصراعات بحكم علمهم الديني حيث تنص تعاليم الإسلام على حرمة دم المسلم , و يلعب الشيوخ دورا كبيرا في الصلح و حقن الدماء حيث يقفون في موقف الوسط بين المتقاتلين ويكونوا وسطاء للسلام.
و هنا تسآلت بيني و بين نفسي هل أنا وداد أم ورنلي؟
حقيقة لا أعلم ما الذي يصيبي حينما أرى الرمح و لكن عيناي تلمع فجأة و أشعر و كأن هناك قوة كالمغناطيس تجذبني إليه, كأن روحاً أزلية تتلبسني ! ربما هي روح الأجداد التي طالما كان هذا الرمح لا يفارقها في حلها و ترحالها.
و أذكر أن أول درس أخذناه في أول سنة في الجامعة في مادة التربية البدنية كان درس لألعاب القوى في رمي الرماح و كنت مغترا بنفسي و أثرثر كثيراً كيف أنني لم أمسك رمحاً من قبل و لكن بما أن أجدادي كانوا ماهرين في رمي الرماح فلابد أن أكون مثلهم بالفطرة. كنت أضحك على محاولات من سبقني و المدرس المصري السويفي (من بني سويف) رحمه الله يعلق على طريقة رمي الشباب المضحكة للرماح فيقول لأحدهم " ايه يا بني هو أنت بتحدف طوب ؟".
و حينما حان دوري كنت اتمتختر في مشيتي و أمسكت بالرمح و كأنني خبير رماية و ركضت ركضة واثقة مثل التي أشاهدها في الأولمبياد, فحتما سأكون أفضلهم رماية و أبعدهم إصابة فأنا سليل المحاربين (الورنلي) , استجمعت كل قواي و أنا أرمي رميتي الأولى. في البداية بدت و كأنها الرمية الحلم كما تخيلتها في مخيلتي و لكنني لم أعمل حساباً للرياح فكان أن ارتفع رأس الرمح رويدا رويدا للأعلى بدلا من أن يتجه للأرض و إذ بالرمح يهبط متعامدا على الأرض ثم يقع على الأرض بهدوء مستفز!
أنا وقفت مذهولاً لفترة غير مصدق لما حدث, و يومها تعلمت أن لا أتباهى بمهارة أجدادي فهذه المهارة لن تورث تلقائيا إذا لم أتدرب كغيري. كما أن الضحك و الشماتة بالآخرين عواقبه وخيمة و الجزاء من جنس العمل.
يبقى أنني بطبعي أميل إلى تغليب السلام و السعي فيه فربما من حيث الطبيعية أكون أكثر قرباً إلى فئة الوداد الذين لم أنل علمهم و تقواهم, لكن هناك بذرة داخل النفس تميل إليهم و إلى مسارهم و كما قال أحدهم أحب الصالحين و لست منهم. وفي نفس الوقت كلما مررت برمح تلمع عيناي و كأن هناك ورنلي بداخلي يود الخروج إلى الوجود.
أما بقية الرجال فكان يطلق عليهم ورنلي (محارب) بلا استثناء و هذا اللقب كناية عن أنهم يحملون الرماح و السلاح للدفاع عن القبيلة و حيث لم تكن هناك دولة فكانت كل قبيلة مسؤلة عن حماية أفرادها و عندما يتم التعدي و التجاوز على أحدهم فهذا يعني التعدي و التجاوز على القبيلة بأكملها و لهذا كان هؤلاء المحاربون على أهبة الاستعداد دائما لأي طارئ.
أما الشيوخ فكانوا يربأون بأنفسهم بأن يدخلوا في الصراعات بحكم علمهم الديني حيث تنص تعاليم الإسلام على حرمة دم المسلم , و يلعب الشيوخ دورا كبيرا في الصلح و حقن الدماء حيث يقفون في موقف الوسط بين المتقاتلين ويكونوا وسطاء للسلام.
و هنا تسآلت بيني و بين نفسي هل أنا وداد أم ورنلي؟
حقيقة لا أعلم ما الذي يصيبي حينما أرى الرمح و لكن عيناي تلمع فجأة و أشعر و كأن هناك قوة كالمغناطيس تجذبني إليه, كأن روحاً أزلية تتلبسني ! ربما هي روح الأجداد التي طالما كان هذا الرمح لا يفارقها في حلها و ترحالها.
و أذكر أن أول درس أخذناه في أول سنة في الجامعة في مادة التربية البدنية كان درس لألعاب القوى في رمي الرماح و كنت مغترا بنفسي و أثرثر كثيراً كيف أنني لم أمسك رمحاً من قبل و لكن بما أن أجدادي كانوا ماهرين في رمي الرماح فلابد أن أكون مثلهم بالفطرة. كنت أضحك على محاولات من سبقني و المدرس المصري السويفي (من بني سويف) رحمه الله يعلق على طريقة رمي الشباب المضحكة للرماح فيقول لأحدهم " ايه يا بني هو أنت بتحدف طوب ؟".
و حينما حان دوري كنت اتمتختر في مشيتي و أمسكت بالرمح و كأنني خبير رماية و ركضت ركضة واثقة مثل التي أشاهدها في الأولمبياد, فحتما سأكون أفضلهم رماية و أبعدهم إصابة فأنا سليل المحاربين (الورنلي) , استجمعت كل قواي و أنا أرمي رميتي الأولى. في البداية بدت و كأنها الرمية الحلم كما تخيلتها في مخيلتي و لكنني لم أعمل حساباً للرياح فكان أن ارتفع رأس الرمح رويدا رويدا للأعلى بدلا من أن يتجه للأرض و إذ بالرمح يهبط متعامدا على الأرض ثم يقع على الأرض بهدوء مستفز!
أنا وقفت مذهولاً لفترة غير مصدق لما حدث, و يومها تعلمت أن لا أتباهى بمهارة أجدادي فهذه المهارة لن تورث تلقائيا إذا لم أتدرب كغيري. كما أن الضحك و الشماتة بالآخرين عواقبه وخيمة و الجزاء من جنس العمل.
يبقى أنني بطبعي أميل إلى تغليب السلام و السعي فيه فربما من حيث الطبيعية أكون أكثر قرباً إلى فئة الوداد الذين لم أنل علمهم و تقواهم, لكن هناك بذرة داخل النفس تميل إليهم و إلى مسارهم و كما قال أحدهم أحب الصالحين و لست منهم. وفي نفس الوقت كلما مررت برمح تلمع عيناي و كأن هناك ورنلي بداخلي يود الخروج إلى الوجود.